“ومهفهفٍ بادي النفار عَهِدْتُهُ لا ألتقيه قَطُّ غَيْرَ مُعَبِّسِ
فرأيته بعضَ الليالي ضاحكًا سَهْل العريكة رَيِّضًا في المجلسِ
فقضيت منه مآربي وشكرْتُه إذ صار من بعد التنافر مؤنِسِي
فأجابني لا تَشْكُرَنَّ خلائقي واشكر شفيعك فَهْو خمر المُفلسِ
فحشيشة الأفراح تَشْفَعُ عندنا للعاشقين ببَسْطها للأنفُسِ
وإذا هممت بصيد ظبي نافِرٍ فاجهد بأن يرعى حشيش القنبُسِ
واشكر عصابة حيدر إذ أظهروا لذوي الخلاعة مذهبَ المتخمِّسِ
ودَع المعطِّل للسرور وخَلِّنِي من حُسن ظَنِّ الناس بالمتنمِّسِ”فإذا كانت هذه مشيختهم فما عسى أن يقال فيهم فإنّهم كما قال الله تعالى في كتابه {وجعلناكم شعوبا وقبائل}
***
سواء في دمشق، القاهرة، أنطاكيا، خُرسان، الحجاز، أو غيرها، كثيرةٌ هي الشُّعوب والقبائل التي يقابلها قارئ كتابِ “المختار في كشف الأسرار” لعبد الرحيم الجوبري. فعلى طول أسفاره في بقاع العالم الإسلاميّ خلال القرن الثالث عشر، ينسج الكاتب الدمشقيّ خريطة إثنوغرافيّة، من نسيجٍ كثيف وهجين التركيب قلّما نراه في الأدب “الرسميّ” للقرون الوسطى الإسلاميّة. إنّها خريطة المجتمع السفليّ المسكون بطوائفَ وجماعاتٍ، لا عدّ لها ولا حصر، من اللّصوص والمجرمين الذين يحترفون النصب والخداع.
ومع أن الكتاب الذي وضعه صاحبه بين 1216-1222، بتكليفٍ من حاكم تركيّ، له ثيمة واحدة لا غير، أي تقديم دليل شامل عن فنون النصب وأساليب الدجل التي كانت رائجة آنذاك. إلا أنّ ما قدّمه لنا- وإن بغير قصدٍ منه- تجاوز بأهميّته هذه الجونرا الضيّقة إلى ميادين اجتماعيّة وسياسيّة متنوّعة، راسماً لنا صورة مدهشة لمجتمعٍ متحرّكٍ وحيويّ، شديد الحيلة، وكثير الابتكار؛ صورة من الممكن أن يُبنى عليها لتحقيق دراسة أكثر تعمّقة حول هذا المجتمع، على تعدّد طبقاته، وتنوّع أجناسه، وتنافر أعرافه.
ألفُ باب من أبواب المكر
يحوي كتاب “المختار” 30 فصلاً و179 باباً، فهرسَ فيها الجوبري الفساد بناءً على أنساقه وهويّة صنّاعه، والتي يظهر من كثرتها أنّ الاحتيال لم يكن صنعة مستقلّة أو “كار” قائم بذاته، بل سمة متأصّلة في شتّى أشكال التبادل؛ اقتصاد بديل ان صحّ القول، يدور في فلكه مجتمع العوام، السواد الأعظم من المجتمعات العربيّة آنذاك. أو بكلمات الجوبري نفسه إنّها “صناعة واسعة الدائرة تحتمل أمور شتّى، ولها ألف باب من أبواب المكر”.
ولعلّ أوّل ما يستنتجه القارئ هو أن هذا المجتمع العربيّ ليس، ولم يكن يوماً، مجتمعاً واحداً؛ بل هو عبارة عن تجمّع جغرافيّ لطوائف وشعوب وقبائل تظلّ، وإن اجتمعت على دينٍ واحد، شديدة الاختلاف من نواحٍ عدّة. فما من قانون واحد يحكمها، وما من منظومةٍ أخلاقيّة تشكّل مرجعيّةً مشتركةً.
نطالع في الفصول الأولى أسرار مدّعي النبوّة والمشيخة، الوعّاظ والرهبان، بالإضافة إلى اليهود. كما هو جليّ، يشكّل الدين أرضية خصبة لنمو وازدهار اقتصاد الدجل. لكن لا يتوانى الجوبري عن تذكيرنا، في أكثر من فصل، أنّ ما يصدر عن مشايخ ومتصوّفين فاسدين، لا يمثّل أمّة “الصالحين” والمتصوّفين والشيوخ “الحقيقيين” “الذين لا طعن في كرامتهم”. اليهود بالطبع، لا يحصلون على الامتياز نفسه، أي امتياز التفريق بين أمّة الصالحين والفاسدين داخل مجتمعٍ واحد.
وإلى جانب المذاهب الدينيّة الأساسيّة، نجد أضعافها من الطوائف التي تُنسَب غالباً إلى أحد الأشخاص من المشايخ أو مدّعي نبوّة وصنع المعجزات، الذين إلتفّوا حوله وآمنوا بقضيته- أو على الأقلّ بقابلية الاستثمار فيها- فأخذوا اسمه وتعلمّوا منه الصنعة.. أو هذا ما يصوّره لنا الجوبري.
الاسم الأبرز بين هذه الطوائف هو اسم “بني ساسان”، الذي كان يُطلَق على المتسوّلين والدجالين في تلك الحقبة. ثمّة غموض حول مصدر هذا المصطلح، إذ ينسبه البعض إلى شيخ أسطوريّ يدعى ساسان، هو ابن حاكم فارسيّ حرمه والده من الخلافة فانطلق في رحلة من الضلال والتشرّد وجمع حوله المتشرّدين الذين صاروا يعرفون ببني ساسان. وهناك نظرية أخرى تعزو نشأة هذا المصطلح، وبالتالي “طائفة”، إلى السلالة الساسانية التي أسقطتها الفتوحات الإسلاميّة وحوّلت شعبها إلى أمّة من المتسوّلين والمهّمشين. لاحقاً تمّ تعميم التسمية على جميع الشحاذين.
لهؤلاء، يفرد الجوبري حيزاً واسعا من كتابه، إذ تتعدّد حيلهم وتتنوّع، فمنهم من يمارس التسوّل بأشدّ أشكاله وضاعة، كالتظاهر بالعمى ومختلف أنواع المرض والعطب. ومنهم من يعتمد على اثارة اعجاب الناس بقدراته، كدخول أفران النار مثلا، أو ايجاد المياه حيث لا توجَد أو جعل الأشجار تنحني وتسجد أمامه. ومنهم المنجمّين والمشعوذين والكيميائيين وضاربي الرمل والأطباء المزيفين.
يقولون ما لا يفعلون
ينقسم بنو ساسان نفسهم إلى طوائف فرعيّة، وإلى طبقاتٍ ومراتب، بحسب مستوى الخديعة الموظفة في صنعتهم. أعلى مراتب “بني ساسان” هي من نصيب “الوعّاظ”، الذين يمارسون “أجلّ الصنائع”، أي صنعة النفاق، “وقد وضع ساسان بنفسه أسسها وأنواعها وأجناسها”.
هذه الطائفة، يعرّفها الجوبري مستعيناً بالآية القائلة “ويقولون ما لا يفعلون”. فخلال إلقائهم المواعظ، يرتدي هؤلاء عباءة الدين والتقوى، فيما تستتر تحتها مآرب بعيدة كلّ البعد عمّا يتفوّهون به، من ذكر الله وأحاديث النبيّ التي يراد منها “تزهيد الناس بالدنيا وترغيبهم بالآخرة”، والحديث عن أهوال النار ويوم القيامة، ما يذرفون في سبيله الكثير من الدمع. وهنا تكمن الخدعة.
نقتبس من الجوبري: “ومن دهائهم أنهم يطلعون على المنبر فاذا شرعوا في الكلام وذكروا أهوال يوم القيامة وما أعدّ الله فيها للمجرمين يبكون بدموع أحرّ من الجمر فإذا أرادوا ذلك يأخذون الخردل فيسحقونه ثمّ ينقعونه في الخلّ يوماً وليلة كاملة ثمّ يسقون به المنديل الذي يمسحون به وجوههم ثم يتركونه حتّى يجفّ فإذا حصل على المنبر ثمّ أورد أهوال يوم القيامة مسح بذلك المنديل وجهه فتنزل دموعه مثل المطر وهو أوّل ما لهم من الدهاء والمكر.”
إنّه أداء تمثيليّ متواضع بالمقارنة مع ما يورده الجوبري لاحقاً من قصصٍ فيها من الجنون والمجون ما يجعلها أقرب إلى المحاكاة الساخرة من التمثيل الواقعي، مثل قصّة القرد الذي أم الصلاة وأقنع المصلّين أنّه أمير هندي مسحور.
ولا شكّ بأن الجوبري قد أطلق العنان لمخيّلته في بعض مواضع الكتاب، حتى أنّنا قد نتصوّره لاهياً مقهقهاً أثناء سرده بعض الفقرات، ومنها قصّة صاحبه قطب الدين وهو واعظ حلبيّ في جامع الأزهر “كان أظرف أهل زمانه وأشدّهم خلاعة وكان معتكف على الخمر لا يصبر عنه يوماً واحداً”. وقد تشارط قطب الدين مع الراوي أنّ باستطاعته أن يأكل ويشرب بل وأن يلعب “الطربروب” و”يسلب الناس عقولهم” أثناء إلقائه الموعظة على المنبر.
وتنفيذاَ للشرط، صعد الواعظ إلى منبره وشرع في أكل لحم الخنزير “فجعل يظهر الخلط والبلغم ويسعل ويتوقّف في الخطبة”. ثمّ أقنع قرّاءه بأنّه يعاني من مشكلةٍ طبيّة تولّد لديه عجزاً عن الكلام فنصحه الطبيب بمداواته بالخمر. ويبرّر الواعظ “وإن كان لا يصلح لهذا المكان فللضرورة أحكام وفي الضرورات تباح المحظورات”. فيجيبه الحاضرون “أي والله اشرب” و”جعله الله صحة” وضجّوا له بالدعاء. ومن مفاجأة أحد الشيوخ العاملين معه، (ولقبه “شيخ النحس”)، صاح به قائلاً “يا قوّاد ما أشدّ أخذك قلوب الناس”.
ولم ينته مجلس المجون هنا، إذ أخذ الواعظ “الطربروب”، تحت حجّة تدميرها كي يتوب الشيخ عنها، باعتبار الموسيقى والغناء أمور محرّمة. إلا أّنه أبى فعل ذلك قبل أن يعزف بعض الألحان ويغنّي بعض الأبيات، بذريعة توعية المصليّن حول الخطيئة التي يقترفها الشيخ. ومن ثمّ “ضرب بالطربروب أرضاً فكسره وضجّت الخلق وطلبوا المنبر أفواجاً يتعلّقون فتوّب خلقاً كثيراً وحملوه حمل بالمنبر إلى بيته”.
ثورة الإبن الضالّ على أبيه
إلى جانب بني ساسان، نجد طوائف أخرى مثل الحريريين الذين يؤمنون بعقيدة اللّذة وباشباع كلّ رغبة تطلبها النفس؛ والرفاعيين الذين يأكلون الحيّات؛ ضروب الحيدريّة المشار إليهم في مطلع النصّ، وهم معرفون بمعاقرتهم حشيشة الكيف، و”يلبسون الحديد ويثقبون به”، أي يرتدون الحلق (حتى أّنهم يثقبون عضوهم الذكري)، ولنا أن نتخيّلهم كال punks وال hipsters في أيّامنا؛ والجوالقية، وهؤلاء يلبسون الجوالق (أكياس قماشية) ولا يؤدّون الفرائض والطقوس الإسلاميّة؛ البحريّة، وهؤلاء لا ينبغي أن يدخلوا مكان ويخرجوا منه دون سرقة شيء ما، “فمن لا يفعل ذلك ساقط القدر عندهم”.
وقد كانت العصور الوسطى، الإسلاميّة كما المسيحيّة، بيئةً خصبة لنمو النزعات والدعوات النبويّة. فوجد كثر في هذا القطاع الاقتصاديّ هامشاً واسعاً، لا للربح فحسب بل أيضاً لنيل الاستحسان والتبجيل. وكما يبدو من سرد الجوبري، أنّ كثر نجحوا في المهمة، وإن لفترة من الوقت، إذ جمعوا حولهم موالين وأقنعوهم بقدراتهم على صنع المعجزات.
أمّا بالنسبة للشيوخ الصوفيين “الضالّين”، فالأمر ليس بالبساطة التي صوّرها الجوبري. ذلك أنّ سلوكياتهم الصادمة والمعادية للمجتمع لم تكن بداعي النصب وجمع المال، بل كان لها أبعاداً سياسيّة وعقائديّة غابت عن سرد الجوبري. إن توجّه بعض التيارات الصوفية إلى نبذ كلّ ما هو “دنيوي”- بما في ذلك قوانين الدين والمجتمع والدولة- جاء كردّة فعل على التيار الصوفيّ المؤسساتيّ الذي نجح الإسلام الرسميّ ونظامه الحاكم، بدءاً من العهد السلجوقي، باحتوائه وترويضه، لا بل تمويله أيضاً، حتى بات مقرّباً جداً من نظام الحكم والطبقات النخبويّة.
وبالعودة إلى الممايزة التي أقامها الجوبري بين المشيخة الصالحة ونظيرتها الفاسدة، فهي في الحقيقة مفاضلة بين الصوفية الممأسسة والصوفية الخارجة عن أي تنظيم أو سلطة سياسيّة/إجتماعيّة/عشائريّة. إنها تمرّد الإبن على الأب، كما يصفها أحمد كرمصطفى في كتابه “أصدقاء الله الجامحون” الذي يقدّم مسحاً للأفرع الصوفية (وصولاً إلى القرن 16) ومنها الجوالقيّة والحيدريّة. لا بل أكثر من ذلك، هي تمرّد الإبن المدلّل على أسرته البرجوازية، خصوصاً وأن هذا النوع من الصوفية الأناركية كان يجذب بشكلٍ خاصّ الشباب والمراهقين المنحدرين من أسرٍ غنيّة تنتمي للنخبة الثقافية والاقتصاديّة، فكانت ثورتهم هذه بمثابة دعوة إلى الزهد ورفض كلّ أشكال السلطة، بما في ذلك سلطة الدراويش الصوفيين. ولا يمكن عملياً الفصل بين هذين التيارين الموازين، بحسب كرمصطفي الذي يرى أنّ “الطريقة الصوفيّة(الرسميّة) كانت تحدّد شكل ونمط ظلّها الذي كان، في نفيه لها، صورتها المعكوسة في المرآة”.
أين الجوبري وسط كلّ هذا؟
إنّ البحث عن شخصية الراوي “الصادقة” بين سطور الكتاب وشخوصه الغارقة في المكر والخداع، هو مهّمة صعبة، خصوصاً أن هذه الشخصيّة تستتر خلف خطاب التفوّق الأخلاقي والدينيّ الذي يتعارض مع بعض السلوكيّات التي يخبرنا الكاتب عن تورّطه بها.
فعلى امتداد فصول الكتاب، تتغيّر شخصيّة الجوبري وتتبدّل مواقفها، فنراه عموماً شديد التزمّت والاستنكار تجاه ما يمسّ بالدين وأصول السلوك، خصوصاً ما فيه استغلال للغير. ومراراً نسمعه موبّخاً اللّصوص والمحتالين بأقسى عبارات الإهانة والتحقير. لكنّ بإمكاننا أن نتخيّله، في مواضعٍ أخرى، عابثاً لعوباً، محبّاً لجلسات الخمر والحشيش، ومستفيداً هو نفسه من فساد الآخرين وغشّهم. ومن الأمثلة على ذلك قصّة “الواعظ والطربروب” حيث نلحظ تواطؤ الراوي مع صانع الحيلة وإعجابه بها.
وفي قصّةٍ أخرى، كشف الجوبري خدعة “صيرفي” هندي، رجل عظيم الحشمة على حدّ وصف الجوبري، يودع التجار أموالهم عنده فيستردّونها مع “فائدة”. وقد لاحظ الجوبري أنّ في اصبعه خاتماً يغيّر اتجاهه حين يزين الذهب، فيزيد من وزنه أو ينقصه، حسب الغاية. وحين فاتحه الجوبري بالأمر، توسّل إليه بكتم السرّ، فوعده الجوبري بذلك، بل وقبل برشوةٍ (على مضض) لقاء سكوته.
وفي حادثةٍ ثالثة، تغاضى الجوبري أيضاً عن واقعة اغتصاب صبيين مراهقين أثناء نومهما، ووجد في الأمر ما يدعو للضحك والمزاح، وقبِل برشوةٍ أخرى (على شكل عشاء هذه المرّة وليس ذهب) كي يحتفظ بما رآه لنفسه. ونلحظ شيوع ظاهرة اغتصاب القصّار الذكور، من وفرة القصص التي يتلوها الجوبري، فالمال لم يكن دوماً غاية النصّابين وقضيتهم، ومنهم من كان يبتغي الجنس عوضاً عنه، كأحد الشيوخ الذي قام بخطف صبيّ مراهق وخدّره ثمّ أقنعه بأنّ أبيه ينوي معاقبته وقتله، ليحمل الولد على التخلّي عن أسرته والهروب معه.
ربّما تعامل الجوبري بهذا الاستخفاف مع الحادثة، مقارنةً بما يكيله من شتائم ولعنات بحق فئات أخرى من المحتالين الذين يخالفون أصول الدين (كحلق اللحى مثلاً)، هو تعبير عن الاستخفاف العام بهذه الظاهرة في مجتمع ذلك الوقت، وقبوله الضمنيّ بها. والحقيقة أنّ ما ينعكس في مرايا الجوبري هو نقيض ما يتوقّعه المرء عن مجتمع تحكمه سلطة دينيّة صارمة، وإنّما هو صورة لمجتمع يبيح أكثر ممّا يحظر، ويغفل أكثر ممّا يكبح، مجتمع تُركت طبقاته الدنيا لِحالها وعلى جهلها، فاتّخذ الجوبري على عاتقه توعيتها وتنويرها.
أمّا احتمال أن يكون الجوبري نفسه محتالاً، ككاتبٍ أو كأحد شخوص الكتاب، فهو أمر غير مستبعد تماماً. وإن أردنا العمل بنصائحه على مدّ صفحات الكتاب، أي الإحتراس والتشكيك بكلّ ما هو ظاهر للعين، فإنّنا نُدين له بالفضيلة ذاتها؛ أي سوء الظنّ.
بصرف النظر عن صدق الجوبري ونزاهته، فإنّ أهميّة هذه الوثيقة هي في مكانٍ آخر، وتحديداً في قيمتها التأريخية والسوسيولوجية. ونقتبس عن رينيه خوام الذي ترجم أعمال الجوبري وصفه للكاتب بأنّه “ينظر إلى المجتمع بعين سوسيولوجي سابق لأوانه- جاء قبل ابن خلدون 100 عام- لكنّه أقلّ اهتماماً بطبقات المجتمع من لحمه الحيّ. فمنهجيّته المفضّلة هي منهجية المسح الاجتماعي، حيث يميل للاختلاط بالأوساط التي يدرسها فيقوم بمحادثها ومقارنة حساباتها. وإن لزم الأمر فإنّه لا يتوانى عن لعب دور شيرلوك هولمز”.
يارا نحلة (النبطيّة، 1994)
كاتبة وإعلاميّة لبنانيّة مهتمّة بالشؤون الثقافية والفنية. عضوة فريق طِرْسْ.