جزع
لن آتي الليلة لقهر جسدك، أيها الوحش
فيمن تذهب خطايا قومٍ، ولا لأحفر
في شَعْرِك النجس عاصفة حزينة
تحت السأم العضال الذي تسكبه قبلتي
أطلب من سريرك النوم المرهق بدون أحلام
المحلق تحت الستائر المجهولة للندم
والذي يمكنك تذوق طعمه بعد أكاذيبك السوداء
أنت الذي يعلم عن العدم أكثر مما يعلمه عنه الأموات:
لأن الرذيلة التي تنخر نبلي الفطري
طبعتني مثلك بعقمها
ولكن بينما يسكن في صدرك الحجري
قلب لا يجرحه سن أي جريمة،
أنا أهرب، شاحبا، مفككا، مسكونا بكفني،
خائفا من أن أموت عندما أنام لوحدي
ظهور
يحزن القمر. وتبكي الملائكة
حالمة، في أصابعها قوس الكمان، وسط هدوء الأزهار
البخارية، تسحب كمنجات تحتضر
انتحابات بيضاء تنزلق على لازورد التويجات.
كان ذلك اليوم المبارك لقبلتك الأولى
ينتشي حلمي الذي يحب تعذيبي
بمهارة بعطر الحزن
الذي يتركه جَنْيُ حلمٍ للقلب الذي قطفه
حتى بدون ندم وبدون نكسة
كنت أتسكع إذن، واضعا العين نصب الرصيف العتيق
عندما رأيتك تضحكين في الشارع
وقد أغرقت الشمس شعرك، ثم في المساء
ظننت رؤية الجنية ذات قبعة النور
التي كانت فيما مضى تمر في النوم الجميل
للطفل المدلل الذي كنته
تاركة دائما من يديها المغلقتين بشكل سيء
باقات بيضاء من نجوم معطرة تسقط مثل الثلج
عطاء القصيدة
أحضر لك الطفل من ليلة إيدومية
سوداء، منزوعة الريش، بأجنحة دامية وشاحبة
عبر الزجاج المحترق بالحنوط والذهب
عبر البلاط البارد، يا للأسف! كئيب ثانية
يلقي الفجر بنفسه على المصباح الملائكي،
سعفات! وعندما أرت ذاك الأثر المقدس
لهذا الأب الذي يجرب ابتسامة معادية
ارتجفت العزلة الزرقاء والعقيمة
يا التهويدة مع ابنتك والبراءة
من أقدامكم الباردة، تستقبل ولادة رهيبة
وبينما يذكر صوتك بالكمان والقيثارة
هل ستضغط بالأصبع الذابل على الثدي
الذي من خلاله تتدفق المرأة في بياض باطني
من أجل شفاه يجوعها هواء اللازورد العذري؟
ستيفان مالارمي (1842- 1898)
شاعر وناقد فرنسي، ينتمي إلى تيار الرمزية ويعد واحدًا من روادها.