يخرجُ، لكلِّ فلسطينيٍّ تقريباً، رجلٌ من غارٍ خاص، اسمه غسان كنفاني. رجلٌ أشبه بالمعجزة، في أسئلته وأجوبته، نؤمن به إيماننا بالغيبيّات، وإيمان القدماء بالمعجزات. وغالباً ما نسأل الرجل، فرادى: أأنا فلسطينيٌّ أيضاً؟ وتستولدنا “نعمٌ” جارحة، وتولد الأرض القديمة داخل إنسانها الجديد. ثم يخيّل إلينا أنّ صوتاً ما قد قال لنا “اقرأ”، يرعبنا في البدء، لكنه ما يلبث أن يضع خطانا على بوابة الطريق. ومرة جديدة، كما نؤمن بالغيبيات، نؤمن أنه غسان، نتلقفه بنشيج إنسانٍ ينبثق من المجهول إلى المجهول، على إيقاع صوتٍ لا نستطيع أن نتحرر منه. أأنا فلسطينيٌّ أيضاً؟ ثمّ يهوي المبضع بتلك الحركة الخاطفة النظيفة التي يضربها جرّاحٌ ماهر: نعم.
تبديل المعادلة
يولَد الإنسان الطبيعي عادةً في حاضرٍ ما، ويمضي منه إلى مستقبلٍ ما، لكن ليس ثمة ماضٍ يغيّر له شروط حياته. أي أنّ الخطّ الطبيعي لسير أية حياة هو: من الحاضر إلى المستقبل.
لكنّ الفلسطيني، على نحوٍ ما، ينبثق إلى الدنيا من رحم فاجعة، كارثة، وفور ولادته يجد نفسه في مساحة بحجم خرم الإبرة، عليه أن يثبت فيها أحقيته بالوجود. وأكثر من ذلك: يولَد الفلسطيني مُداناً بحاضرٍ مأساوي لا يخصّه، يجد نفسه منفياً فيه. وهو – أيضاً تقريباً – الإنسان الوحيد الذي يجد نفسه في الدنيا مضطراً لإثبات أحقيّته بالوجود. أأنا فلسطينيٌّ أيضاً؟ وتنبثق النعم الجارحة، وتستولده، ويخرج له غسان كنفاني من غاره الخاص، ليضع خطاه على بوابة الطريق.
وغسان أول من أدان هذه المعادلة الصعبة، وغير العادلة. لقد أمسك التاريخ من أذنيه، وأخضعه للمحاكمة، كما يُوبَّخ طفلٌ صغير. وأدانه، لا كعدوان فحسب، بل كخضوع. تلك كانت المحاكمة، وهي تراجيدية في كليتها.
بمعنى آخر، لقد نهض غسان بالقضية الفلسطينية إلى أعلى ذروة ممكنة، ودفعها إلى أقصى مدى، من خلال التراجيديا – المأساة. لأنّ القضيّة بالأصل، قضيّة مأساوية، فجائعية.
وهي ليست مثل المأساة اليونانية يولّدها قدرٌ لا عقلاني، ولا مثل المأساة الشكسبيرية تولد من اضطرابٍ في سلوك الإنسان. بل، تُسقِط إنسانها وتطوّح به وتنفيه، فقط لتاريخه الذي يحمله، لشرطه التاريخي المفروض عليه، ولموقفه الوجودي النهائي كما يسميه كارل ياسبرز. وبذلك، تحتّم عليه انعدام شروطه الوجودية، أي تقنعه بعدم فعاليته ولا جدواه. هذا ما تفسّره تلك النعم الجارحة التي تئنّ بعد السؤال: أأنا فلسطينيٌّ أيضاً. وهذه النعم التراجيدية أيضاً، ما عرفها غسان وأدركها جيداً، فحاول أن يحاكمها، وأن يصنع منها – للإنسانيّة وذاكرة الإنسانيّة – حالة مختلفة. ذلك بجعل القضيّة الفلسطينيّة قضيةً تخصّ البشريّة كلّها، لا الفلسطينيين وحدهم.
عاطفة الكتابة الكاملة: 12 عاماً في بيروت
وصل غسان إلى بيروت عام 1960، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وقامت المخابرات الإسرائيلية باغتياله سنة 1972، وهو في السادسة والثلاثين من عمره. في الأعوام الاثني عشر التي عاشها غسان في بيروت، نشر خمس روايات، وكتب ثلاث روايات غير مكتملة نُشرت بعد استشهاده، كما نشر أربع مجموعات في القصة القصيرة، ومسرحيتين، ومجموعة من الدراسات التاريخية – السياسية – الأدبية، ومئات المقالات السياسية والفكرية والأدبية التي كان يكتبها بشكلٍ يومي بما أنه محرر القسم الثقافي في مجلة “الحرية” ثم رئيس تحرير جريدة “المحرر” وبالتالي رئيس تحرير جريدة “الأنوار”، ثم رئيس تحرير مجلة “الهدف”. ونشر غسان مئات المقالات الأخرى بتوقيع أبو العز، وتوقيع غينكاف، وتوقيع فارس فارس، وتوقيعات غير معروفة. هذا يعني أنه كان يكتب في اليوم الواحد الأخبار الرئيسية في الجريدة، والافتتاحية في الصفحة الأولى، ومقالاً أو تعليقاً في القسم الثقافي في الصفحات الداخلية، كما كان يكتب جزءاً من الرواية، وجزءاً من القصة القصيرة، وجزءاً من الدراسة الفكرية. ويبدو أنّ هذا كلّه لم يكن كافياً، ولذلك كان غسان لا ينام قبل أن يكتب في جرائد أو مجلات أخرى، وبأسماء مستعارة.
كان مسكوناً بعاطفة “الكتابة الكاملة”، كتابة القصة وكتابة نقدها، كتابة الخبر السياسي وكتابة التعليق عليه، الكتابة الإبداعية والكتابة الفكرية، الكتابة العلنية والكتابة السرية. هكذا يوجز د. فضل مصطفى النقيب حياة غسان في بيروت، في تقديمه للدراسات السياسية.
الكوميديا الإلهية الفلسطينية
رجال في الشمس، الجحيم
رأى إدوارد سعيد في “رجال في الشمس” أفضل الأمثلة على “الكتابة المقاومة”، ورأى أنها “عمل مقاوم” لأنها تمكنت من “تغيير الواقع” عبر قدرتها على “إلغاء المسافات بين اللغة والواقع”. وكتب بلال الحسن في الذكرى الخامسة والعشرين على استشهاد غسان: «في الكويت، عام 1957- 1958، كان غسان يكتب رواية عن حياة المقيمين في الكويت… وأثناء كتابة تلك الرواية، التي لم تكتمل ولم تظهر، نشرت الصحف حادثة العثور على جثث عدد من العمال عند مكب نفايات المدينة، وقيل إنهم ماتوا داخل خزان سيارة نقلتهم ليعبروا الحدود تهريباً، واختنقوا داخل الخزان». هذه الحادثة، كما يقول بلال، جعلت غسان يتوقف عن كتابة روايته ويبدأ بكتابة الرواية التي أصبحت “رجال في الشمس”.
وفي “رجال في الشمس” نمشي باتجاه الكارثة. «لا تجعل من القضية مأساة، هذه ليست أول مرة».
بدأ غسان في هذه الرواية بناء شخصيات محكومة بعطالتها وانتفاء فعاليتها. وهو يدينها كما يدين التاريخ الذي منحها هذه الكينونة العاطلة. ثمّة انهزامٌ غريب؛ انهزام ثائر، يريد التحرك إلى أي مكان للانفجار. انهزام يريد أن يغيّر من شروطه التاريخية ليصنع كينونة وجوهراً جديدين.
إنّ غسان يطال حركة الإنسان (جملة سلوكاته) لا بوصفها مصيراً فحسب، بل من حيث هي تحديد للماهية، أو: من حيث هي هويّة.
المصير والهوية متماثلان: أن يموت إنسان في خزان يعني أنه هشّ البناء؛ ساكن. أما أن يموت في المعركة، فيعني أنه ممتلئ بالصلابة. المصير هوية، والهوية مصير. كان غسان يدرك ذلك. لذا، لجأ للتراجيدي، للمأساوي، حيث يحدد الهوية مثلما يحدد المصير.
يُحلل الناقد الفلسطيني الراحل يوسف اليوسف رواية “رجال في الشمس” بوصفها مأساة، في مقالته “غسان كنفاني روائياً”، وفيها يتطرق إلى تشبيه ثلاث روايات لغسان بالكوميديا الإلهية لدانتي، أما عن رجال في الشمس فيقول: «لا أملك إلا التوكيد على أنّ الجوهر الفني للرواية – الواقعة الصارخة للتراجيدي – هو ما يجب أن يتخذ كنقطة انطلاق لكي ينمو الأدب الفلسطيني الموضوع، ولكي يستطيع الأدب المعاصر أن يعبر عن القضية الفلسطينية».
وفي الرواية يدين غسان قبول المنفى (الجحيم). إنه يخاطبنا عقلياً أكثر مما يتوجه نحو وجداننا، يريد حملنا على إدانتهم (الشخصيات الثلاث الذين ماتوا في الخزان). إنّ التراجيدي في «رجال في الشمس» هو أن يقبل كلٌّ من الثلاثة بموتٍ مجاني بدلاً من أن يقول: ها أنذا.
هذا هو الجحيم.
ما تبقى لكم، المطهر
من المضامين الرئيسية لأدب غسان إنصاع القلق الفلسطيني الذي يفرزه عجز الوضع القائم آنذاك عن تجاوز نفسه. ولعل أهم ما يثبته هذا الأدب – حسب يوسف اليوسف – هو أنّ الفلسطيني يملك نفسانية خاصة، أو سمات نفسية معينة، أهمها القلق والتمزق والضجر وعقدة الذنب والنزق الواقع على تخوم العصاب. تتجسد هذه الخصائص في شخصية حامد في «ما تبقى لكم». تقوم الرواية على موضوعة انفلات الفلسطيني من ماضيه. لذا، كان الزمن بطلاً من أبطال الرواية، ممثلاً بساعة الحائط وساعة حامد. يطرح غسان الماضي في هذه الرواية على أنه حسٌّ بالعار، ولهذا هو ممزوج بعقدة الذنب. إنّ ماضي الفلسطيني هو عقدة ذنبه. يتردد ذلك في كتابات غسان: «لم أكن أحس شيئاً، كنت ما أزال أنزلق دونما وعي فوق براءة الطفولة، ولكنني تعمدت تلك اللحظة بمشهدٍ لن أنساه: كانت الشاحنات قد وقفت، وتسللت بدافعٍ من فضول الطفل، أو قدر الرجل، إلى حيث كان الرجال يقفون، وقد رأيتهم يسلّمون أسلحتهم في مخافر الحدود، ليدخلوا إلى عالم اللجوء بأكفهم العارية… لا تصدّق أنّ الإنسان ينمو. لا، إنه يولد فجأة: كلمة ما، في لحظة، تشق صدره على نبضٍ جديد، مشهد واحد يطوح به من سقف الطفولة إلى وعر الطريق» (فضول طفل أم قدر رجل، بيروت 1967).
لا يمكن لفلسطيني أن يتخطى عقدة ذنبه إلا بالمرور عبر فلسطين، التي هي المطهر في نظره. لذا، يحل التمزق الداخلي لحامد بتمزيق الحدود، وفراره من غزة باتجاه فلسطين ليس مكانياً فحسب، بل هو توجه زماني قبل كل شيء. إنه انفلات اللاجئ من ماضيه نحو مستقبله، أو من جحيمه (اللجوء أو المخيم) نحو مطهره. إنه تنكرٌ للماضي ومحاولة إقامة قطيعة معه. حينما خلف حامد المخيم والدنس وراءه، إنما خلف ماضيه المدان والمدنس. وحينما يقذف بساعته إلى الأرض فإنه ينفلت من ماضيه. إنّ «ما تبقى لكم» تبدأ بالدنس وتنتهي بالنظافة، وبذلك تمهد السبيل أمام «أم سعد».
أم سعد، الفردوس
كان أدب غسان على ارتباطٍ وثيق بالظروف التاريخية المتغيرة. فأثناء فترة العجز الفلسطيني، كتب عن شخصيات غارقة في عطالتها كما قلنا، «رجال في الشمس». أما عند بدء الحراك، فقد أنشأ نوعاً من التقابل المتلاحم في روايته «ما تبقى لكم». ورغم أنه لم يكن سخيّ التفاؤل، إلا أنه لم يكن سخيَّ اليأس. لذلك، ترك القوتين المتصارعتين “الجلاد والضحية” بلا مصير معروف، ولم يتنبأ بهزيمة أو انتصار.
هنا، بدأت شخصياته لا تختار الفرار، بل ترى في تمزيق الحدود حلاً لتمزّقها الداخلي.
في المرحلة الثالثة، أبرز غسان الانقلاب الكبير الذي طرأ على الحياة الفلسطينية بعد نشوب المقاومة. فقدّم رواية «أم سعد». الأم الفلسطينية التي تشبه إلى حدٍ كبير الأم عند غوركي في واقعيته الاشتراكية. وكانت نموذج الشخصية التي تجد على الفور مكاناً لها في وجدان قارئها، حيث لا يستطيع إلا أن يتعاطف معها.
تبرز «أم سعد» الانقلاب الكبير الذي طرأ على الحياة الفلسطينية إثر نشوب المقاومة. يقول يوسف اليوسف إنّ «أم سعد» تقدم الموضوع عمودياً وليس رأسياً، بمعنى أنها تبسط حالة ولا تنسج حبكة. وهذا يتضمن بالدرجة الأولى أنها تنتهي حيث تبدأ. وما من ضرورة تحكم تطور القصة سوى ضرورة واحدة هي تبرعم الدالية. هكذا، تصف الرواية جملة التحولات الجذرية التي تطرأ على المخيمات وعلى الشعب الفلسطيني إثر نشوء حركة التحرر الوطني. إنها، إذن، صورة فنية للإنسان الفلسطيني المتفائل في أواخر الستينات. إنها الفردوس الذي يجيء بعد الانتقال من الجحيم إلى المطهر.
الجملة الأولى
يمكن تبنّي قراءة اليوسف السابقة لكوميديا غسان الإلهية، ويمكن القول كذلك – بشيءٍ من المجازفة – إنّ غسان نفسه إنما كتب هذه الروايات الثلاث لتكون ملحمة الفلسطينيين جحيماً ومطهراً وفردوساً. إذا نظرنا إلى الجملة الأولى – على أهميتها – من كل رواية، نرى شيئاً ما شبيهاً بالإشارة، يحيلنا إلى مثل هذه القراءة.
تبدأ رجال في الشمس على النحو التالي: “أراح أبو قيس رأسه فوق التراب النديّ، فبدأت الأرض تخفق من تحته… منذ أن استلقى هناك أول مرة، يشقّ طريقاً قاسياً إلى النور قادماً من أعمق أعماق الجحيم”.
أما ما تبقى لكم، فتبدأ: “صار بوسعه الآن أن ينظر إلى قرص الشمس معلقاً على سطح الأفق، يذوب كشعلة أرجوانية تغطس في الماء، وفي اللحظة التالية غاصت الشمس كلها… وفجأة جاءت الصحراء”.
فيما نقرأ في مطلع أم سعد: “كان ذلك الصباح تعيساً، وبدت الشمس المتوهجة وراء النافذة وكأنها مجرد قرص من النار يلتهب تحت قبة من الفراغ المروع… وفجأة رأيتها (أي أم سعد) قادمة من رأس الطريق المحاط بأشجار الزيتون”.
إنّ لفظة “الجحيم” الصريحة في بداية رجال في الشمس، و”الصحراء” التي تحيل إلى المطهر في “ما تبقى لكم”، وأم سعد نفسها في “أم سعد”، التي يمكن قراءتها على أنها فردوس الفلسطينيين، تجعل الروايات الثلاث أسبق إلى تعريف نفسها من قراءة الناقد.
أنسنة القضية الفلسطينية
كان غسان قادراً، عبر محاكمته للتاريخ، على أن يمدّ الذاكرة الفلسطينية القادمة بفاعلية، وبأداة تعبير، بجوهر وكينونة خاصة وماهية، عبر الوجدان التراجيدي الأصيل الذي يتمتع به. ويتألف من كبرياء مريرة أشقت صاحبها ولم تسعده. كبرياء غاضبة يمازجها حزنٌ غامض وحساسية مفرطة، حيث يبيع الإنسان كل حياته من أجل لحظة كرامة واحدة. كذلك، لم يستخدم غسان الهزات الرومانتيكية العاطفية، في تصوير أبطال خارقين ومثاليين. إنما قال للعالم كلّه إنّ هذا الإنسان الذي اقتُلِع من بيته وأرضه يحتاج يداً كونيّة تعطف عليه.
لقد أسبغ على الأشياء والجمادات صفات إنسانية. حمّلها مأساتها، فأنسن خيمة اللجوء التي يزيلها هواء المنفى من جذورها. أنسن أوتادها التي تطير عند العواصف. أنسن كرت المؤن الذي يذل ويجرح كرامة الفلسطيني. أنسن الخبز اليومي والحجر والشجر والصور المعلقة على الجدران. بكلمات أخرى: لقد أنسن الهزيمة، أنسن نكبة 1948، وجعل لكلّ ذلك ذاكرة.
بعيداً عن فكرة الإدانة التي بقيت تلاحق شخصياته الروائية الأولى، وهي على علاقة بعقدة الذنب، ثم استطاع أن يتخلص منهما بعد تغير الظروف التاريخية، فإنّ شخصياته القصصية لها خاصيّة جوهرية تتلخص في النبل والسمو والرفعة. ولكنها أيضاً غارقة في مأساتها وإدانتها الزمنية، إذ: ليس لها حاضر، إلا النفي. وهي تحاول استعادة كيانها البشريّ لا بالبحث عن زمنها المسروق وحده، بل ومكانها وقراها ومدنها، أي: باستعادة المكان، فلسطين.
إنه حليف الأوجاع، أوجاع الماضي الحاضر – إذ ليس للفلسطيني حاضر سوى ماضيه. وقد استطاع الرجل الشهيد أن يجعل ما يخصّ شعباً بعينه يخص البشرية جمعاء. لقد فلسف العالم الذي ليس للفلسطيني حصّة فيه، فقد سرقوا حصته. فلسفه وأحال النسبيّ فيه إلى مطلق. لقد أنسن كل التفاصيل التي تتّصل بالفاجعة الفلسطينيّة، وأوصلها إلى العالم، وهو يصرخ: لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
ومرة جديدة، كما نؤمن بالغيبيات، نؤمن أنه غسان، نتلقفه بنشيج إنسانٍ ينبثق من المجهول إلى المجهول، على إيقاع صوتٍ لا نستطيع أن نتحرر منه. أأنا فلسطينيٌّ أيضاً؟ ثمّ يهوي المبضع بتلك الحركة الخاطفة النظيفة التي يضربها جرّاحٌ ماهر: نعم.
يوسف م. شرقاوي.
كاتب فلسطيني سوري